التعريف بالشاعر:

هو  امرؤ القيس بن حُجْر بضم الحاء والجيم ابن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاويه بن ثور بن مرتع هكذا نسبه الأصمعيى وزاد الحارث بين معاويه وثور ، وقال : أن ثورا هو كندة وهكذا ساق نسبه ابن حبيب وزاد يعرب بين الحارث بن معاويه وثور بن مرتع ابن معاويه بن كندة  .

 وقال بعض الرواه : هو امرؤ القيس بن السمط بن امرؤ القيس بن عمرو ابن معاويه  بن ثور وهو كندة . وقال ابن الأعرابي :ثور هو كنده بن عفير بن الحارث بن مرة بن عدى بن أدد بن زيد بن عمرو بن مسمع بن عريس بن زيد بن كهلان بن سبأ .  

كنيته :ويكني امرؤ القيس أبا وهب . وكان يقال له الملك الضليل . وقيل له ذو القروح لقوله (الطويل ):

وبُدْلتُ قرحاً داميًا بعد صحة        لعل منايانا تحولن أبوسا

منزلته بين الشعراء :

امرؤ القيس يعد فحل من فحول  أهل الجاهلية ؛ وهو رأس الطبقة الأولى .

قال يونس بن حبيب: إن علماء البصرة كانوا يقدمون امرؤ القيس بن حجر ، وأهل الكوفة كانوا يقدمون الأعشي،وإن أهل الحجاز والباديةكانوا يقدمون زهيراً والنابغة .

وقيل ل لفرزدق من أشعر الناس ؟قال :ذو القرح يعني امرؤ القيس .

وسئل لبيد من أشعر الناس؟ فقال :الملك الضليل .قيل من ؟قال : ابن العشرين يعني طرفة .قيل له :ثم من ؟ قال : أبو عقيل (يعني نفسه ) . 

ومن قدموا امرؤ القيس لم يعنوا انه قال  مالم يقله العرب ؛ولكنه سبقهم إلي  أشياء ابتدعها واستحسنتها العرب واتبعه فيها الشعراء ؛ منها رقة النسيب ،واستيقاف صحبه ،وقرب الماخذ ،والبكاء في الديار ،وتشبيه النساء بالظباء ، والخيل بالعقبان وقيد الأوابد .

ومما يدل علي تقدمه : ماروى أنه وفد قدم من اليمن علي النبي صلي الله عليه وسلم فقالوا :يارسول الله أحيانا الله ببيتين من شعر امرؤ القيس بن حجر ،قال :(وكيف ذلك)قالوا :أقبلنا نريدك فضللنا الطريق ، فبقينا ثلاثاً بغير ماء ،فاستظلنا بالطلح والسمر فأقبل راكب متلثم بعمامة وتمثل رجل ببيتين وهما :(الطويل )

ولما رأت أن الشريعة همها            وأن البياض من فرائضها دامي 

تيممت العين التي عند ضارج         يفئ عليها الظل عرمها طامئ 

فقال الراكب :من يقول هذا الشعر ؟قال :امرؤ القيس بن حجر .قال :والله ما كذب هذا ضارج عندكم . فجثونا علي الركب إلي ماء كما ذكروا عليه العرمض يفئ عليه الطلح فشربنا رينا ،وحملنا مايكفينا ويبلغنا الطريق .فقال النبي صلي الله عليه وسلم (ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها ،منسي في الآخرة خامل فيها ،يجئ يوم القيامة ومعه لواء الشعراء إلي النار .وروى :(يتدهدى بهم النار).فيروى أن كلا من لبيد وحسان بن ثابت قال: ليت هذه المقال في وأنا المدهدى في النار .

وللشاعر امرؤ القيس ديوان يحتوى علي خمسه وعشرون قصيدة هي كل مابقي من شعره .إذ كان له شعر آخر يذكر غير ما في الديوان .

وأشهر قصائد هذا الديوان ثلاث :

المعلقة : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..

ولامية مطلعها :ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي ..

وبائية أولها : 

خليلي مرا بي علي أم جندب           لتقضي لبانات الفؤاد المعذب 

والمعلقه تعد اجمل قصائده وقد عمل علي شرحها الكثيرون وأفضل هذه الشروح شرح التبريزى والزوزونى  وهي تنقسم إلي ثلاثة اقسام :الوقوف علي الأطلال كما هي عادة العرب في أشعارهم ،ثم وصف المغامرة الغرامية مع ابنة عمه شرحبيل  ،وأخيراً وصف تشرده وانتقاله في الأرض من مكان إلي اخر .

ثم يأتي بعد هذا كله وصف الليل والوادي يعوى فيه الذئب ،ووصف الفرس والصيد ،ثم البرق ،وأخيراًوصف السيل أي انه وصف كل ماكان يشاهده ويراه اثناء تنقلاته من مكان إلي اخر .

ويعد الشاعر امرؤ القيس الأفضل بين الشعراء في الوصف فهو يحسن وصف العواطف الأنسانية كأحسن مايكون الوصف ، وهو أيضا يحسن اختيار ألفاظه وفقا للموقف الذى هو فيه وهو صادق في وصفه وشعره ،يلقي كلامه علي سجيته ويحسن التشبيه احسانا عظيما .

وأخيراً: 

بعد هذه النبذه المختصره عن الشعر الجاهلي وبذكرنا لمعلقة امرؤ القيس وان معلقته  من أفضل المعلقات وصفا وصدقا فلنبدأ بها ولنتمعن في ابياتها ونري من خلالها جمال الشعر الجاهلي في أروع صوره وأحلي معانيه وأصدق وصفه .       

المصارد:
- كتاب شرح المعلقات السبع
- المصادر الموثقة علي الانترنت لبعض الكتب والمواقع