الشعر والادب في عصر صدر الاسلام

​​ اثر الاسلام في اللغة والادب

كانت​​ حياة الجاهلية تقوم على الجهل والتطاول والبغي،​​ فجاء الاسلام وغير​​ 

هذه الحياة الجاهلة وأخرج العرب​​ من الظلمات الى النور ورسم لهم طريقا جديدا ونبذ طريقهم القديم،​​ والادب بشعره ونثره مظهر من مظاهر الحياة المختلفة ​​ أثر فيه الاسلام ​​ كما​​ أثر في غيره من نواحي الحياة.

واللغة هي المعبرة عن الادب فلا يمكن​​ أن نتصور ادبا من دون لغة وبناء على ذلك فان اللغة تاثرت بالاسلام تاثرا ملموسا في طرق التعبيرالمختلفة سواء كانت ذالك في المفردات او التركيب او في البناء،​​ وقد رقق الاسلام الفاظ اللغة وابعدها عن الجفاء والغلظة كما حول اساليبها الى العذوبة ​​ والسلاسة.

​​ ​​ أثر القران في​​ اللغة​​ والادب​​ 

جمع القران العرب على لغة قريش فتخلوا عن لهجاتهم كما غير عقلية العربي ونمط تفكيره ورقق عاطفته واسلوبه فاصبح يختار من الكلمات​​ ألينها ومن الاساليب ​​ أسهلها وقد​​ حفظ القرآن الكريم اللغة العربية فبقيت لغة حية على مر العصور ​​ بالاضافة الى​​ أنه هو الذي اتاح لها ان

تنتشر في انحاء المعمورة،​​ وقد تاثر الادباء باسلوب القران الكريم ​​ واقتفوا اثره حتى ​​ اصبح اساليبهم تقتبس منه.

​​ أثر الحديث في اللغة والادب

أسهم الحديث بجانب القران الكريم في نشر اللغة العربية و تعاليمها للمسلمين من غير العرب لانهم اصبحوا يحفظون الاحاديث​​ 

ثم نشات الدرسات المعتمدة على الحديث من شرح له وتوضيح غريبه​​ والبحث في رجال سنده وتلك الدرسات وسعت دائرة​​ اللغة في الاشتقاق وشرح الغريب بلفظ مرادف وتوشيح المعاني بتفتيقها الى ​​ معان جزئية ليسهل فهمها.

وقد شاعت الفاظ وتعبيرات في اللغة العربية بعد ان تناقل الناس احاديث الرسول​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ واذا كانت الالفاظ التي يستعملها الاديب​​ المسلم في ادبه هي من خيار ما يحفظ من النصوص فان الفاظ الحديث الشريف وتركيبه وتعبيراته برزت في الادب الاسلامي لانها من محفوظات الأدباء سواء كانوا​​ خطباء​​ أو شعراء​​ أو كتابا فقد رقت الفاظهم وعذبت​​ أساليبهم والأدب انما هو الفاظ مختارة وتراكيب متقنه واساليب مجودة ​​ ومعان مؤثرة فاذا بحث الاديب عما يعينه ​​ في صنع ادبه فلا شك ان الحديث يعد مصدر ثاني بعد​​ القران الكريم ​​ فالشعراء وسعوا معارفهم عن طريق حفظ الحديث وروايته والاستفادة من الفاظه وتعبيراته ومعانيه فهو مصدر الهام ​​ لهم يستمدون منه معانيهم ويعتمدون عليه في ثقافتهم الاسلامية و بناء على ما تقدم​​ يظهر لنا ​​ ان اثر الحديث في اللغة والادب ملحوظ في لغة الاديب وفي اسلوبه ومعانيه.

الشعر في عصر صدر الاسلام

موقف الاسلام من الشعر :

عندما بعث الرسول​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ كان في مكة عدد من الشعراء وبعد هجرته​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ الى المدينة تطاول شعراء المشركين على الرسول و المسلمين فاضطُر شعراءُ​​ الانصار الى الدفاع عن الاسلام مثل حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحه وقد دفعت هذه الخصومة شعراء مكة الى الاكثار من الشعر ومن شعراء مكة عبد الله بن الزبعري و ضرار بن الخطاب وابو سفيان بن الحارث اما الشعراء الذى​​ دخلوا في الاسلام ​​ من غير شعراء مكة والمدينة فقد قل شعرهم او توقف من هؤلاء لبيد بن ربيعة العامري و كعب بن زهير وذلك يعود الى ورع الشعراء وعدم اطلاق العنان لالسنتهم ​​ فالاسلام نفر من الشعر السئ(1)​​ ولكنه لم يحرم الشعر فقد ورد في القران الكريم : “والشعراء يتبعهم الغاوون .​​ ألم تر انهم في كل وادٍ​​ يهيمون . وأنهم يقولون ما​​ لا يفعلون .​​ إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله ​​ كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا​​ أي منقلب ينقلبون” ​​ وقال تعالى “وما علمناه الشعر وما ينبغي له​​ إن هو​​ إلا ذكر وقرءان مبين” وقد ورد في الحديث​​ : “​​ لئن​​ يمتلئ جوف احدكم قيحا خير له من ان يمتلئ شعرا “(2)​​ ففي الاية الاولى لا نجد تحريم للشعر والحديث الشريف ينفر من الشعر السيء​​ أي​​ أنه لا​​ يحرم الشعر بدليل قول الرسول​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ “إن من الشعر حكمة “(3) ​​ ​​​​ وقوله​​ -صلي الله عليه وسلم-“​​ اصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد، ألا كل شئ ما خلا الله باطل “(4)​​ وقد قال​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ لحسان​​ :​​ “اهجهم او هاجهم جبريل معك “(5)​​ وكان-صلي الله عليه وسلم-​​ يسمع الشعر من وفود العرب وربما رضي عن المذنب بسبب شعره كما حصل لكعب بن زهير عندما القى قصيدته “بانت سعاد “​​ بين يدي الرسول​​ -صلي الله عليه وسلم-​​ ومن خلال ما تقدم يتضح لنا ان المحرم من الشعر هو ما اتى بالشرك وصرف عن الاسلام او خالف مبادئه اما غير ذلك فلم يرد فيه تحريم .

 

يتبع……………

 

المصادر

* كتاب الادب العربي وتاريخه بوزارة التعليم السعودية​​ 

* أبو القاسم الطبراني المعجم الكبير للطبراني

 

  • شعراء الرسول هايل الجازي​​ موضوع​​ 

  • صحيح الإمام مسلم​​ الدرر ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ ​​ 

  • صحيح الإمام البخاري ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ ​​ 

  • رواه ابو هريرة​​ صحيح مسلم ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​ ​​​​ 

  • صحيح البخاري​​ رواه البراء بن عازب